الخوف عند الأطفال
- مايو 8, 2025
- نشر بواسطة: Mahmoud Mohy
الخوف عند الأطفال: فهمه، أسبابه، وكيفية التعامل معه
الخوف شعور طبيعي وفطري ينشأ كرد فعل تجاه الخطر الحقيقي أو المتوقع. يلعب الخوف دورًا حيويًا في حماية الإنسان والحيوان، ويدفعهم لتجنب التهديدات. حتى الأنبياء، مثل يعقوب عليه السلام خوفًا على يوسف من الذئب، وموسى عليه السلام عند رؤية عصاه تتحول إلى ثعبان، اختبروا هذا النوع من الخوف الفطري الذي لا يُلام عليه الإنسان بل يُعتبر جزءًا من آلية البقاء.
إلى جانب هذا الخوف الطبيعي، يوجد نوعان آخران:
الخوف الشرعي المحمود: وهو الخوف من الله الذي يدفع المؤمنين لفعل الخيرات واجتناب المعاصي.
الخوف المذموم (المرضي): وهو خوف غير منطقي ومبالغ فيه، يتحول إلى مشكلة صحية تحتاج إلى علاج. يمكن أن يعيق هذا النوع من الخوف حياة الطفل ويؤثر على نموه النفسي والاجتماعي.
لماذا يخاف أطفالنا؟ نظرة على أسباب الخوف المرضي:
هناك عدة عوامل تساهم في ظهور الخوف المرضي لدى الأطفال، من أهمها:
التعرض لحكايات وقصص مرعبة: بعض الأهل يستخدمون هذه القصص عن قصد للسيطرة على سلوك الطفل، وهو أسلوب خاطئ يزرع الخوف في قلبه.
مشاهدة محتوى مرئي مخيف: الأفلام والمقاطع التي تثير الحزن أو الرعب الشديد يمكن أن تؤثر سلبًا على الطفل وتجعله يربطها بواقعه.
التجارب المؤلمة أو المفزعة: التعرض لمواقف سلبية مع أشخاص أو حيوانات يمكن أن يخلق خوفًا دائمًا لدى الطفل تجاه تلك المثيرات.
التربية السلبية: التهديد، التخويف، التحقير، واستخدام الكلمات العنيفة تزيد من شعور الطفل بالخوف وعدم الأمان.
العقوبات المبالغ فيها: ردود الفعل القاسية تجاه أخطاء الطفل تزيد من خوفه وتوتره.
المشاكل الأسرية: الشجار والصراخ في المنزل يخلق بيئة غير آمنة للطفل ويزيد من قلقه وخوفه.
الحماية المفرطة: منع الطفل من الاختلاط والتجربة خوفًا عليه قد يؤدي إلى خوفه من العالم الخارجي والأشياء الجديدة.
علامات الخوف المرضي عند الأطفال:
تتعدد مظاهر الخوف المرضي، ومن أبرزها:
1-التبول اللاإرادي.
2-الخوف من الجن والأشباح والأوهام.
3-الخوف الشديد من الظلام والوحدة.
4-الخوف المبالغ فيه من الحشرات الصغيرة والحيوانات الأليفة.
5-الخوف من الناس (الرهاب الاجتماعي).
6-في حالات أقل شيوعًا: الخوف من المجهول أو الموت.
إذا زادت هذه المخاوف عن حدها، فإنها تستدعي طلب المساعدة من متخصص نفسي.
كيف نساعد أطفالنا على التغلب على الخوف المرضي؟ استراتيجيات علاجية:
هناك العديد من الطرق التربوية التي يمكن أن تساعد في علاج الخوف المرضي وتعزيز شجاعة الطفل:
التدريب تدريجيًا: تعويد الطفل على التعامل مع الأشياء التي يخاف منها في بيئة آمنة وداعمة، مثل الظلام أو النوم بمفرده.
القدوة الحسنة: أن يكون الكبار مثالًا للشجاعة والهدوء في المواقف المخيفة بدلًا من إظهار الفزع.
قصص الشجاعة: سرد الحكايات التي تتناول مواقف شجاعة لشخصيات محبوبة لتعزيز هذه القيمة لدى الطفل.
التشجيع الإيجابي: التركيز على نقاط قوة الطفل وتقدير محاولاته وتشجيعه بدلًا من انتقاده أو التقليل من شأنه.
الحوار المنطقي: استبدال العقوبات البدنية والنفسية بالتواصل المفتوح لشرح الأمور بهدوء واختيار عقوبات تربوية مناسبة عند الضرورة.